أفكارك تصنع حياتك

يستطيع الإنسان بوساطة الفكر أن يقيم خياراته، وقد عرف علماء النفس الفكر بأنه من أهم الأشياء التي ميز الله بها الإنسان عن غيره وبوساطته يستطيع أن يقارن بين ما هو مفيد وغير مفيد، وما هو إيجابي وسلبي، وأن يختار ما يناسبه من الأشياء ويكون مسؤولاً عن اختياراته فلا تلُم الآخرين على سلبيتك، عن عدم فعاليتك وسطحية تفكيرك، هناك حكمة هندية قديمة تقول: «أنت اليوم حيث أنت أفكارك وستكون غداً حيث تأخذك أفكارك». كل سلوك يبدأ بفكرة وتكون له نتائجه، وهو السبب في حالتنا النفسية والتقدير الذاتي والصورة الذاتية والثقة بالنفس أو عدمها، لماذا لا نهتم بأفكارنا ومحاولة البحث عن طريق لدعمها واختيار أسلوب تفكيرنا؛ فكل تلك الأفكار التي كبرنا ونشأنا معها، إنما جاءت من الوالدين والمحيط الأسري والاجتماعي والمدرسة والأصدقاء؟ حان الوقت لنختار أفكارنا مثلما نختار أمورنا الحيوية، فقد فرق الله سبحانه وتعالى بين الذين يعملون والذين لا يعلمون فقال جل وعلا في كتابه الكريم: «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ» فحينما يولد الطفل فهو يأتي الدنيا نقياً تماماً ولا يوجد لديه أي إدراك لأي معنى ولا أي لغة ولا يعرف ماذا يحصل ثم يبدأ التعليم من الوالدين في تعبيرات الوجه وحركاته فتتكون لديه الكثير من المشاعر التي يكتسبها في محيطه من السعادة والحب وغيرهما، بعضهم يدخل دوامة شديدة وتجارب قاسية ولكن بالإرادة والقوة يستطيع مواجهة التحديات وتحويل السلبيات في حياته إلى إيجابيات، وهذا التغيير لن يأتي هكذا، فبعضهم يبعث في داخله أفكاراً محددة وتصورات داخلية وخارجية لتجارب معينة تؤدي إلى نتيجة معينة، مثلاً الشخص الذي يقول إنه يصاب بالصداع حينما يستيقظ صباحاً فهو يستخدم مشاعر وأفكاراً وتصورات ستتراكم مع الوقت وتسبب الصداع بشكل يومي، فلو كانت فكرتك عن حياتك وعملك سلبية فإن عقلك سوف يستدعي جميع الذكريات السيئة والتجارب المؤلمة التي مرت عليك ومرتبطة بهؤلاء الذين من حولك، إن قوة الفكر ترتبط بحياة الإنسان ويومه فإذا كنت تشعر بالخوف، سوف يكون تركيزك دائماً على الخوف، ولو كان هناك قلق سوف يسترجع عقلك كل شيء مرتبط به وهكذا، إن عقلك يعتمد عليك في صنع حياتك، حاول أن تقيس ذلك على أركان حياتك، فإذا رغبت في النجاة فليكن فكرك كله تركيزاً على تحقيق هدفك في النجاح والاستيقاظ مبكراً واستكمال رحلة الحياة بكل إصرار وعزيمة فالعقل والجسد يؤثر كل منهما في الآخر، وكل فكرة قادرة على أن تؤثر فيك سواء كانت إيجابية أو سلبية فإنها تتسع وتنتشر وتفتح لك كل ذكرياتك القديمة، فتؤثر في سلوكياتك. الفكرة لها قدرة على أن ترسخ السعادة في حياتك من فترة الدراسة وحتى الوظيفة. هناك حكمة صينية تقول: لو فعلت الشيء نفسه سوف تحصل على النتيجة نفسها، فلو زرعت في ذهنك بذور التفكير السلبي فسوف يكون محصوله ونتائجه سلبية ولكن لو زرعت بذور الحب والتسامح والأمل والعطاء فحتماً سوف يكون محصولك كما زرعته فأي فكرة تضعها في ذهنك ستتحول إلى التركيز ثم الإحساس ثم النتائج، كما قال الفيلسوف أفلاطون: غير أفكارك تغير حياتك. وتذكر أن المكان الذي تقف فيه، أنت وحدك من يحدده ومن يقرره، فحينما لا يناسبك ولا يعجبك لا تلُم أحداً ولا تلقِ بتبعات ومسؤوليات على أحد، وإنما على تفكيرك وقرارك وحدك.
(Visited 20 times, 1 visits today)

المحررون

You Might Be Interested In