
نظرة على اشهر اسواق دمشق
يعد سوق الحميدية في دمشق من أشهر أسواق سوريا، وأهم وأشهر أسواق الشرق على الإطلاق هو سوق الحميدية بدمشق ، وأكثرها جمالًا ورونقًا، وقد وصفه المؤرخون بأنه فسيح رائع البناء، ووصفوه بأنه مدينة تجارية صناعية في قلب دمشق القديمة، ووصفه الباحثون بأنه درة الأسواق وأجملها، وهو مغطًّى بالكامل بسقف من الحديد مملوء بالثقوب الصغيرة التي تنفُذ منها الشمس في النهار، ومبلَّط بحجر البازلت الأسود، ويعد ملتقى الزائرين والسيَّاح من جميع بقاع الدنيا.
يمتد سوق الحميدية وصولا إلى أحد فروعه المسمى سوق (المسكية) وهو سوق للكتب والقرطاسية، حتى يصل إلى وأعمدة (معبد جوبيتر الدمشقي) وهي بقايا لمعبد وثني بني أيام الإغريق بقي منه أعمدته الضخمة الرخامية المرمرية الجميلة.. والمزينة بكؤوس مزخرفة من الرخام وبوابة أثرية ، والذي يتصل بساحة يعتقد أنها كانت فناء للمعبد المذكور ، ليجد الزائر نفسه أمام البوابة الرئيسية للجامع الأموي الكبير.
يحيط بالسوق عدد من الأوابد الأثرية والتاريخية فعلى يمينها تقع قلعة دمشق الشهيرة التي يتقدمها تمثال البطل التاريخي صلاح الدين الأيوبي وضريحه الذي يقع بين سوق الحميدية وبين حي العمارة التاريخي المغروف في دمشق القديمة ، وقبل أن يصل زائر سوق الحميدية إلى أعمدة جوبيتير الضخمة الباسقة ينحرف، إذا شاهد يسارا ليجد صرحا ثقافيا كبيرا لايزال شاهدا على كون دمشق الشام أهم حاضرة من حواضر الثقافة والعلم والمعرفة والصناعة والتجارة في الشرق على مر العصور فتجد المكتبة الظاهرية التي بناها الظاهر بيبرس أبان فترة حكمه لدمشق ، وتجد جوامع ومساجد أثرية ومباني تاريخية هامة ، لاشك أن التاريخ كان هنا فأنت تشاهد التاريخ وعبق الزمان في كل مكان من هذا السوق العريق .
تتفرع عن سوق الحميدية وتحاذيها أسواق كثيرة يصل عددها إلى أكثر من عشرين سوقا تاريخيا متخصصة غير السوق الرئيسي. ويقول المؤرخون أنها تتجاوز ال21 سوقا، ويقول القسطلي أنها تزيد على اثني عشر سوقا، وهي أسواق مهنية تخصصية عرف كل سوق منها باسم حسب مهنة السوق وتخصصه، نذكر منها أساسا:
سوق مدحت باشا وهي سوق طويلة مسقوفة مثل سوق الحميدية بناها الوالي العثماني مدحت باشا،
وسوق البزورية وفيها يباع كل شيء يتعلق بالأغذية والحبوب والبذورات المجففة إضافة إلى السمنة العربية والزيوت والبهارات،
سوق الحريقة المتخصصة بالأقمشة وسوق الخياطين وسوق الصاغة للذهب
تباع في السوق كافة أنواع البضائع من كل صنف ولون وأهمها الصناعات التراثية مثل المصنوعات النحاسية والأرابيسك والمصدفات والأقمشة بكافة أنواعها الحريرية والقطنية والمطرزات والصناعات التراثية السورية وكافة أنواع الملابس الجاهزة وأدوات الزينة والأحذية والديباج والمفروشات والسجاد والذهب والتحف والهدايا والتراثيات.
بتاريخ 27 نيسان 1912 وقع حريق كبير أتى على أغلب محلات سوق الحميدية، انتشر الحريق بسرعة بسبب السقف الخشبي الذي كان يغطي السوق، أدى الحريق إلى مقتل وجرح العشرات وخسائر قدرت بعشرة ملايين دولار. تقرر بعده استبدال السقف بآخر من التوتياء في الحميدية وغيره من أسواق دمشق درءاً لخطر الاحتراق.
كتبت ليلى ظروف
* كاتبة واعلامية سورية