ندوة الثقافة والعلوم تحتفي بالفائزين بـ«الشعر العربي»
احتفت ندوة الثقافة والعلوم بالفائزين في جائزة الشعر العربي، في برنامج ثقافي احتفالي، تضمّن ندوة علمية بعنوان «شعر سلطان العويس في أعين النقاد».
حضر الحفل بلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس المجلس، ود. صلاح القاسم المدير الإداري، وجمال الخياط المدير المالي ود. رفيعة غباش، مؤسسة ومديرة متحف المرأة بدبي، والمهندس رشاد بوخش وعلي الشريف، عضوا مجلس الإدارة، ود. سليمان موسى الجاسم نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وعدد من المهتمين.
استهلت الشاعرة شيخة المطيري تقديمها الندوة بقصيدة الراحل سلطان العويس، يقول فيها:
يا ندوة العلماء يا أبطالها
من ذا يطير بغير خفق جناح
إن الثقافة والعلوم كليهما
نبض الحياة وطب كل جراح
واستذكرت المطيري سلطان العويس الذي حاك من القصائد بردة دافئة في زمان يدرك كيف يتزن بالقصيدة، وأثنت على الندوة التي تحتفل بإطلاق القافلة الأولى لجائزة الشعر العربي.
وقال بلال البدور رئيس مجلس أمناء الجائزة أنه انطلاق أول قطار لجائزة ندوة الثقافة والعلوم للشعر العربي، جاء للاحتفاء بالقصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة والقصيدة النثرية، وللفخر بالشعراء العرب، فالإمارات لديها تجارب كثيرة في الاعتناء بالشعر، وما هذه الجائزة إلا لبنة جديدة تضاف لقصر الاهتمام بالشعر، أريد منها الاحتفاء بالشعراء، وقد أطلقت مسابقة وليس بالاختيار حتى يتم التمكن من إتاحة الفرصة لكل المبدعين للمشاركة.
وأشار إلى أن هذه الدورة تحمل اسم الشاعر المعروف سلطان بن علي العويس صاحب الفضل على الثقافة بشكل عام والشعر بشكل خاص، ومنها تبرعه بجزء كبير من تكاليف إنشاء الندوة، وكذلك في الندوة جائزة تحمل اسم الشاعر سلطان بن علي العويس وتمول من الوقف الذي تركه للندوة. وتابع: في هذا المحفل سيتم التطرق لدراسات نقدية جادة لأعمال الشاعر سلطان بن علي العويس لتلقي مزيد من الضوء على تجربته، وهنيئاً للفائزين بفوزهم.
وقال علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس أمناء الجائزة وندوة الثقافة والعلوم: إنه يوم الاحتفال بتوزيع جوائز الدورة الأولى مستذكراً كيف كانت الجائزة مشروعاً الهدف منه الاعتناء بالشعر وإبراز أميز التجارب الإبداعية الشعرية في الوطن العربي.
وأشار إلى أن جوائز الشعر كثيرة، ولكن للندوة منذ تأسيسها دوراً في مساندة كل ما من شأنه أن يدعم الإبداع بمختلف أشكاله، والشعر واحد من أكثر أشكال الإبداع جمالاً وروعة، وستبقى له مكانته بين الأمم والشعوب في كل العصور.
وأكد الهاملي أن إطلاق اسم سلطان العويس على الدورة الأولى جاء لما للشاعر من إسهام كبير في إثراء الإبداع الشعري في دولة الإمارات والعالم العربي، وقد شكل حلقة وصل بين جيلين من أدباء الإمارات في النصف الثاني من القرن العشرين، كما كان محباً لندوة الثقافة والعلوم وداعماً كبيراً لها.
واستعرض الهاملي عدد المشاركات في الدورة الأولى من الجائزة والذي وصل إلى 455 مشاركة في فروعها الثلاثة، منها 218 مشاركة في الشعر العمودي، و109 في شعر التفعيلة، و128 في قصيدة النثر، ويعد عدد المشاركات كبير بالنظر لحداثة الجائزة، ما يؤكد أنه ما زال للشعر العربي الفصيح محبوه ومكانته.
مفردات
واستعرض د. جان توما أستاذ الأدب العربي في جامعة الجنان – لبنان، مفردات الحبِّ والعِشْقِ في شِعْرِ سلطان العويس، فيَعْبُرُ سلطانُ العويس في مُفرداتِ الحُبِّ والعِشْقِ إلى ذلك العالمِ الذي يُلَمْلِمُ فيه شظايا بلور عَالَمِهِ المتناثرِ.
وتابع: الكتابةُ الشِعريَّةُ عندَ سلطانِ العويس متأثرةٌ تأثّراً جذريّاً بالحياةِ الاجتماعيّةِ والاقتصاديّةِ وبالتحوّلاتِ الفكريّةِ، يعانقُ الطبيعةَ الإنسانيّةَ وجمالاتِ الطبيعةِ، ويحوكُ منهما تفصيلاتِه الدقيقة لتكونَ مشعّةً حاضرةً.
وتطرق الدكتور خليفة بوجادي أستاذ الأدب العربي في جامعة الوصل في ورقته إلى «الخطاب الشعري عند سلطان بن علي العويس» . وأشار بوجادي إلى تنقله بين قصائد ومقطوعات الأعمال الكاملة للعويس، باحثاً عن سماتها ومائزاتها عن الخطابات الشعرية المعاصرة لها، وسجل كثيراً من الظواهر الجديرة بالبحث والتناول.
وناقش د. عبدالحميد الحسامي أستاذ الأدب والنقد في جامعة الملك خالد بالرياض «تشكل الصورة في الخطاب الشعري لسلطان بن علي العويس (العوامل – الأنماط – الوظائف)» مؤكداً أن الشعر في جوهره صورة تبنى باللغة.
وختمت الندوة العلمية بورقة أ. د. محمد أحمد القضاة ود. هداية رزوق من الجامعة الأردنية بعنوان «الحجاج والتناص في شعر سلطان بن علي العويس» التي سعت إلى التعرف إلى التناص والحجاج عبر شعر سلطان العويس والتوقف على بيان آليات الحجاج وروابطه وكيف يستخدمها الشاعر، وكيف تتوارد إليه أفكار وألفاظ التناص الشكلي منه والمضمون.
وتم تقديم قصائد العويس ألقاها الشاعر والإعلامي جمال مطر، ومن قصيدة بيروت قال:
بيروت يا جنة الخلان كيف لنا أن نثني الدمع من أن يملأ الحدقا
احتفاء
وكرم بلال البدور، رئيس مجلس أمناء الجائرة وعلي عبيد الهاملي نائب الرئيس، الفائزين : الشاعر اليمني تيمور سعيد أحمد العزاني ( الفائز بجائزة الشعر العمودي )، الشاعر الفلسطيني حسن ماجد محمود قطوسة (الفائز بجائزة شعر التفعيلة )، الشاعرة السورية المقيمة في دمشق آلاء حيان السياف (الفائزة بجائزة قصيدة النثر).