
عين على سورية..سوق ساروجة في دمشق ،تاريخ وعراقة
في كل حي من احياء دمشق القديمة حكايات وأساطير مميزة وفريدة ساروجة حي قديم في مدينة دمشق،كانت أول منطقة من دمشق بنيت خارج أسوار المدينة في القرن الثالث عشر الميلادي ويذكر بعضهم الآخر أن حي سوق ساروجة أنشئ في القرن الرابع عشر الميلادي في عهد الأمير المملوكي سيف الدين تنكز الذي مكث في دمشق طويلًا، وإليه ترجع الكثير من الآثار المعمارية؛

واسم الحي منسوب إلى أحد قادته وهو صارم الدين ساروجة المتوقي سنة 743 هـ – 1342 م وأخذ هذا الحي مكانة مرموقة فكان مجالًا للتنافس بين الأمراء المملوكيين الذين تسابقوا لبناء المنشآت فيه، فأشادوا المدارس والجوامع والحمامات التي لا يزال الكثير منها قائمًا حتى الآن وكانت المدرسة الشامية البرانية أساسًا لإنشائه حيث أخذ بالاتساع حولها تدريجيًا حتى اكتمل في عهد الأمير «تنكز» وأصبح له سوق خاص.
بعد أن تم إنشاء هذا الحي من قبل المماليك تعرض للتخريب نتيجة صراعات الأمراء في الفترة المملوكية، وخاصة في عهد المماليك البرجية، مما أدى إلى دمار المدرسة الشامية البرانية برمتها وازداد الحال سوءًا بعد أن احتل تيمورلنك دمشق عام 803 هـ فقد أصبح مكان الحي قاعدة لمنجنيقاته التي كانت تقصف قلعة دمشق ولم يقف الأمر عند هذا الحي فقد قام تيمورلنك بإحراق دمشق بما فيها حي ساروجة قبل أن ينسحب منها.
وكان يطلق على هذا الحي بإسطنبول الصغرى
مع انتهاء العصر المملوكي وبدء الحكم العثماني لدمشق أخذت الكثير من ملامح الحي والسوق تتبدل، ونظرًا لوقوع الحي خارج سور المدينة القديمة فقد تميز بسوقه الكبير ومنازله الواسعة وحماماته ومساجده الفخمة.
وهذا ما دفع رجال الدولة العثمانية إلى التمركز فيه بعد أن أجلوا العائلات المملوكية منه وأطلقوا على الحي اسم (إسطنبول الصغرى) نسبة إلى الطبقات الأرستقراطية العثمانية التي كانت تقطنه كما يقول الأستاذ (إسماعيل ونوس)
في حي ساروجة مجموعة من المشيدات الأثرية التي تعطينا صورة حيّة عن تاريخ الحي ومنها المدرسة الشامية البرانية التي اكتسبت شهرة واسعة حيث كان الأمراء والعلماء يقيمون حفلات رسمية عند افتتاحها وإغلاقها وجامع الورد المعروف باسم (برسباي) نسبة للأمير المملوكي برسباي الناصري نائب حلب وطرابلس في العهد المملوكي الذي شيد سنة 830هـ 1426 م ويُعرف أيضًا بجامع الورد والمدرسة المرادية البرانية التي أُقيمت في منزل الشيخ مراد علي البخاري وحمام الورد ويقع خلف جامع برسباي حيث يُعتقد أن الأمير صارم الدين ساروجة هو من بناه.

وهناك مسجد الوزير الذي بناه الوزير أبو علي طاهر بن سعد المزدقاني وزير أمير دمشق – ظهير الدين طغتنكين الذي حكم دمشق بين عامي (498-522 هـ) ولم يبقَ من هذا المسجد اليوم إلا كتابة بالخط الكوفي وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم عمل هذا المسجد المبارك في أيام مولانا الأمير الاسفسهلار الأجَّل السيد الكبير ظهير الدين عضد الإسلام ومعتمد الدولة وشرف الملة وفخر الأمة قوام الملوك عماد الأمراء أمير الجيوش ناصر المجاهدين قتلغ أتابك أبي منصور طغتكين سيف أمير المؤمنين – فرحم الله من صلى فيه ودعا له بالتأييد والنصر، أعز الإسلام وأذل الشرك ورحم الله عبده الوزير الفقير إلى رحمة الله أبا علي طاهر بن سعد بن علي المزدقاني. بناه وفي سبيل الله أنفق عليه من خالص ماله.
* اعداد ليلى ظروف
* كاتبة واعلامية سورية
(Visited 46 times, 1 visits today)